لمحة عن حياة شعبنا

[Admin]

فكرة عامة عن نشأة و تطور التجربة البرلمانية الجزائرية

لمحة عامة:
الشعب الجزائري شعب حر، ومصمم على البقاء حرا، وتاريخه سلسلة متصلة من حلقات الكفاح الطويل، جعلت الجزائر دوما موطنا للحرية وأرضا للعزة والكرامة.

لقد كانت الجزائر منذ القدم تستقطب الاهتمام لموقعها الجيو-استراتيجي، حيث تتوسط المغرب العربي وتحاذي البحر الأبيض المتوسط، وتعد جسرا بين قارتي أوروبا وإفريقيا. إن موقعها هذا جعلها منطلقا لأحداث وتطورات هامة.

لقد تجذر الإسلام في الجزائر بدخوله بلاد المغرب العربي، وتثبت الحكم العثماني في المتوسط عبر بسط نفوذه بالجزائر، ولم يباشر الاستعمار الفرنسي سيطرته على المغرب العربي وقارة إفريقيا إلا بعد مسكه بزمام الأمور في الجزائر، ولم يكن لهذا الاستعمار أن يتخلى عن مستعمراته في إفريقيا والمغرب العربي إلا نتيجة رغبته الجامحة في الحفاظ على الجزائر التي دحرته ثورتها التي دامت سبع سنوات من الكفاح المرير.

شكلت الجزائر دوما حلقة وصل بين ضفتي المتوسط وفيما بين دول الساحل والصحراء والدول المطلة على الحوض المتوسطي، حيث مكنها موقعها الجيو - استراتيجي من أن تكون عنصرا أساسيا في استقرار المنطقة، سواء في الحقب الرومانية – الوندالية أو أيام الحكم العثماني وكذلك طيلة ثورتها التحريرية وبعد إعادة استقلالها.

وأصبحت الجزائر بعد استقلالها قبلة للثوار في العالم، وسعت عبر مختلف المنابر الدولية للعمل من أجل القضاء على بؤر الاستعمار والاستغلال وأشكال العنصرية والاضطهاد، كل ذلك خدمة لمبادئ العدل والإنصاف وصونا للأمن والسلم الدوليين.

عانت الجزائر، وكانت المستهدف الأول في قلب المغرب العربي، منذ بداية التسعينات من آفة الإرهاب العابر للحدود الذي سعى إلى تقويض أركان الدولة الجزائرية بكل ما تمثله من قيم ومبادئ في خدمة الحرية والديمقراطية، حيث حاربت الجزائر الإرهاب الأعمى وصانت الديمقراطية الجزائرية الناشئة والنظام الجمهوري والتعددية السياسية.

بذلت الجزائر جهودا كبيرة لإرساء دولة الحق والعدل والقانون عبر تعديل النصوص الأساسية للبلاد من دستور وقوانين الانتخابات والأحزاب السياسية، إذ مكن ذلك من تعددية سياسية وإعلامية ناشئة وواعدة كما أدى إلى إشراك المجتمع المدني في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إن المجتمع الجزائري مجتمع عريق وأصيل، عصري ومتفتح، أمازيغي عربه الإسلام، لذلك فثالوث الهوية الجزائرية: الإسلام، العربية والأمازيغية تشكل أبرز عناصر حيوية المجتمع الجزائري وأسمى الأهداف الواجب حمايتها في أي مشروع للمجتمع الجزائري وفاءا لمبادئ فاتح نوفمبر 1954.

ولقد خطت الديمقراطية الجزائرية خطوات عملاقة بعد أولى انتخابات تعددية في جوان 1997، حيث أنتخب أول برلمان تعددي منذ استقلال الجزائر، وشكلت تجربة (1997 – 2002) لبنة أساسية في تاريخ البناء الديمقراطي الجزائري، ليعقبها فيما بعد تأسيس مجلس الأمة (04 جانفي 1998)، حيث انتقلت الجزائر من نظام الغرفة الواحدة إلى نظام الغرفتين، ويشكل مجلس الأمة صمام أمان حقيقي للديمقراطية الجزائرية وأحد أهم الآليات الدستورية للتوازن المؤسساتي.


إن الحياة البرلمانية الجزائرية تشكل حاليا مساحة مضيئة في مسار البناء المؤسساتي للدولة الجزائرية الحديثة، فهي مع التعددية السياسية والإعلامية والمؤسساتية حقيقة واقعة يلمس دورها يوميا.

لقد شكلت مبادئ العدل والإنصاف والانتصار للقضايا العادلة في العالم بالطرق السلمية واحترام الأعراف والمواثيق الدولية أهم مرتكزات الديبلوماسية الجزائرية.