حالة اشتباه (استهزاء بالمسلمين)

[الفقير الى عفو الله]

نشرت صحيفة الرياض في 2/7/1430 في صفحتها الأخيرة رسما كاركاتيريا للرسام ربيع، تضمن السخرية من الدين وأهله.

وهذا الرسم ليس أول سوآت هذه الجريدة بل هو حلقة في سلسلة إساءات كثيرة للدين وأهله، تتولى كبرها صحفية الرياض ويشاركها أخواتها من بقية الصحف السعودية كالوطن والجزيرة وغيرها.



ولعل سؤال يردُ إلى ذهن بعض الناس فيقول: كيف ساغ لنا أن نسمي هذا الرسم وما شابهه من إساءات، استهزاء بالدين؟ رغم أن كُتاب هذه الصحف ورساميها في الغالب تقتصر إساءاتهم على من ينتسب للدين كالمحتسبين و القضاة والدعاة، ولاتخلو بعض المقالات أحيانا من محاولات للتشكيك بثوابت الدين ومسلمات العقيدة.



فالجواب : أن من سخر بشيء من الدين أو بالمتدينين، فهو مستهزئ بالله تعالى وآياته ورسوله .

وقد بين الله تعالى ذلك بقوله : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ.

وقد استدلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية بالآية السابقة على كفر من استهزأ بالمنتسبين للدين وعدت ذلك استهزاء بالدين نفسه، وذلك في الإجابة على سؤال ورد إلى اللجنة، ونصه ما يلي:
الفتوى رقم ( 4127 ) :

س2: ما هو حكم من يستهزئ بمن ترتدي الحجاب الشرعي، ويصفها: بأنها عفريتة أو أنها خيمة متحركة، وغير ذلك من ألفاظ الاستهزاء؟



ج2: من يستهزئ بالمسلمة أو المسلم من أجل تمسكه بالشريعة الإسلامية فهو كافر،

سواء كان ذلك في احتجاب المسلمة احتجابا شرعيا أم في غيره؛ لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر : وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سورة التوبة الآية 65أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ سورة التوبة الآية 66لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عبد الله بن قعود عضو عبد الله بن غديان نائب الرئيس عبد الرزاق عفيفي

رئيس اللجنة الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز



والآية المتقدمة نزلت في بعض المنافقين الذين استهزؤوا ببعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم الله بكفرهم.
ويتعجب الإنسان ويسأل العاقل نفسه فيقول:
كيف نلوم الدانمرك حين يسخرون بديننا وبنبينا صلى الله عليه وسلم وهم نصارى صليبيون لا يؤمنون بالله تعالى ولا يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله؟
ومن بني جلدتنا ومن يتكلمون بألسنتنا ممن يكتبون في الصحف لا يكاد يخلو عدد من صحفهم من إساءة لدين الله تعالى والعاملين له.

فمن الأحق باللوم ؟
وكيف نلوم الدانمرك وعندنا في بلادنا من ينافسهم بالسخرية من الدين وأهله؟
وللأسف أن السخرية من الدين في بلادنا لا تصدر من أفراد مغمورين يتخفون بفعلهم أو يكتبون في منتديات الأنترنت بأسماء مستعارة
وإنما يتولى كبرها مؤسسات صحفية رسمية.
وكذلك فإن الساخرين من الدين يكتبون بأسمائهم الصريحة ولهم زوايا يومية أو أسبوعية.
أقول: ربما إن ما تقوم به بعض الصحف السعودية مثل جريدة الرياض، من سخرية من الدين وأهله، هو الذي شجع الدانمرك على السخرية من ديننا ومن نبينا صلى الله عليه وسلم.

ومع أن ما قام به الدانمرك من رسوم تسيء لنبيننا صلى الله عليه وسلم جريمة بكل المقاييس ، ويجب التصدي لها بكل الطرق الممكنة.

إلا أن ما يقوم به المحسوبون على الإسلام وأهله وعلى بلاد التوحيد أشد جرما، وأكثر إغاظة للمسلمين.

ولا شك أن هؤلاء ما جرأهم على ذلك إلا علمهم بأنهم لن يحاسبوا على سوء أفعالهم، بل ربما لعلمهم أن الإساءة للدين وأهله هي أقصر الطرق إلى الشهرة والترقية.
وينطبق عليهم المثل: من أمن العقوبة أساء الأدب .

فعلى سبيل المثال لو أن رسام كاريكاتير جريدة الرياض علم أنه سيعاقب من إدارة الصحيفة لما تجرأ أن يرسم هذا الكاريكاتير .
ولو أن رئيس التحرير علم أن جريدته ستوقف عن الصدور أو أنه سيقال من منصبه لحسب ألف حساب قبل أن يترك الحبل على الغارب لكل من يعمل في صحيفته يكتب ما شاء ويرسم ما شاء .
إن المجتمع بأسره مطالب بالتصدي للسخرية من الدين التي تقوم بها الصحف السعودية، والوقوف أمامها بحزم ، وإيقاف الساخرين عند حدهم وتطبيق أحكام الله تعالى فيهم، امتثلا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال فيما رواه مسلم من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
وإن لم نمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وننكر المنكر ونأخذ على أيد أهله فنحن معرضون للعقوبة جميعا:
روى الإمام أحمد عن قيس قال قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا المنكر فلم ينكروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه.
وإذا شاع في الأمة السكوت عن أهل المنكر وعدم التصدي لهم وتطبيق أحكام الله فيهم فإنها معرضة للمقت واللعن من الله كما حل بالأمم قبلنا قال تعالى : لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون
وقد بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن كل واحد من أفراد الأمة مهما كان موقعه عليه مسئولية لا يعذر بالتخلي عنها أو التقصير فيها.
روى البخاري عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته
وقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الإمام الأعظم فقال: الإمام راع ومسئول عن رعيته.

وبين أنه أول من تقع عليه المسئولية وأن مسئوليته عامة
قال الخطابي: فرعاية الإمام الأعظم حياطة الشريعة بإقامة الحدود والعدل في الحكم
ولذلك فإننا نطالب خادم الحرمين الشريفين بصفته المسئول الأول في هذه الدولة، أن يوقف العابثين الساخرين من ديننا وأن يكف أقلامهم عن الخوض في دين الله تعالى بالباطل.

فديننا أغلى عندنا من أرواحنا وأولادنا وأموالنا، فلا نرضى أن يدنسه العابثون ولا أن يسخر منه المبطلون.
فلا بد من وقفة حازمة مع هؤلاء المبطلين تعيد الحق إلى نصابه وتوقف كل متجاوز عند حده.

ثم كل من بيده شيء من المسئولية فعليه أن يقوم بما ولاه الله عليه وأن لا يتوانا في فعل ما يستطيع لردع هؤلاء العابثين .

وأقل ما يمكن فعله مقاطعة هذه الصحف فلا يعلن بها التجار ولا يشتريها القراء حتى يعلم أصحاب الأهواء أن ديننا غال عندنا وأننا على استعداد للتضحية بالضروريات من أجله فكيف بالكماليات أو ما دونها كالصحف والمجلات.



أسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته

وصلى الله على نبينا وآله وصحبه

[عطر الندى امة الله]

قال تعالى...."أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد



ايمانكم



إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين"

لا حول و لا قوة إلا بالله سامحهم الله..

[صهيب]

لا حول ولا قوة الا بالله

حسبنا الله ونعم الوكيل