مفهوم السعادة

[hamza]

من منا لا يبحث عن السعادة ، ولكن هل السعادة هي المرح واللذة والتمتع ؟
حقيقة أن هناك خلط كبير بين مفهوم السعادة والتمتع ، فأنت تتمتع باللذات ، ولكن لا يعني ذلك أنك سعيد .
فاللذة هي ما تشعر به خلال فعل ما ، كشعورك باللذة حينما تأكل طعاما لذيذاً ، وقس على ذلك باقي اللذات المؤقته ، والتي تنتهي بمجرد أنتهاء الفعل .
أما السعادة الحقيقية فتشعر بها بعد انقضاء الفعل وهي إحساس أعمق وأكثر ديمومة من اللذة العابرة .

فالسعادة قد تصاحبها آلام مبرحة ، فالأم في حالة الولادة تشعر بألم مضني ، غير أنها تكون في أسعد لحظات حياتها فبعد عملية الولادة ، وطمئنانها إلى صحة مولودها ، تفرح ملء قلبهاء بالرغم من أنها لاتزال تعاني من الالأم .
والحق إن من لا يريد أن يتألم فهو لا يريد أن يشعر بالسعادة .

وقد يرى بعض من البشر آن السعادة تكمن في المال ، خاصة أن البشر جميعاً يحبون المال ويرغبون في جمعه أبتداء من الطفل الصغير وأنتهاء بالشيخ الكبير .
ولو أمعنت النظر فإحتياجك إلى المال ، لكي توفر به حاجاتك في المأكل ، والمشرب ، والملبس ، والمسكن .
فالمال شي والسعادة شيء آخر ، ولذلك كثرة المال لا تعني أبداً كثرة السعادة ، بل إن المال بما يسبب التعاسه لصاحبه ، فإذا أصبح غايه وتجاوز الحاجة يفقد قيمته ، حيث يستعبد صاحبه بدل أن يحررة .
وهل يوجد محل يمكن شراء السعادة منه بالمال ؟ فأي قيمة للمال إذاً .
قال :الشافعي رحمه الله
ولست أرى السعادة جمع مالاً *** ولكن التقي هو السعيد

قال أحد الحكماء : إن الأنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال حياته إلا مجنوناً ... فنحن جميعا نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعسه ، عندما نفاجأ بحدث يعكر صفو حياتنا ... إن الحياة الحقيقية هي السعادة التي نشعر بها من بعد حزن ...
هي صفاء النفوس من بعد خلاف .. هي في الحب بعد العراك الذي ينشب بين الزوجين ... هي في النجاح الذي تصل إليه من بعد فشل ... هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من حياتنا وكل ما تحمله لنا الحياة .

فلا وجود للمطلق في هذه الدنيا ، فلا راحة مطلقة ، ولا صحة مطلقة ، ولا لذة مطلقة ، والسعادة ليست أستثناء من ذلك ، فالسعادة تكمن فيما تبحث عنه ، وليس فيما تحصل عليه ، فالسعادة الحقيقية والمطلقة سنجدها فقط في الجنة ، إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق في هذه الحياة قوة إلا وفيها جانب من الضعف ولا جمالاً إلا وفيه شيء من القبح ، ولا وردة إلا وهي محاطة بالشوك ، ولا نهاراً إلا وبعده ليل ، ولا غنى إلا ومعه حاجة ...
إلا أن كل اللذات ، وأكثر مما يمكن أن يتخيله عقل بشر ، موجود في الجنة فهي السعادة الحقيقية ، والراحة الأبدية ، فمن أراد مثل هذه السعادة فليبتغ فيما آتاه الله الدار الآخرة ، من غير أن ينسى نصيبه من الدنيا ، فالجنة لا تعوض بشيء ، فأقل نواقص الدنيا أنها زائلة ، وأعظم ما في الجنة أنها باقية ، ومن يبيع الباقي بالزائل ، ودار نعيم الله تعالى بدار فتنه ، يكون إما غافلاً أو معتوهاً .

[عطر الندى امة الله]

السعادة يا اخي بحر قد تذوق منه قطرة في الدنيا و لكنك تسبح فيه في الاخرة الى ابد الابدين اذا كنت من عباد الله المؤمنين المخلصين...

بارك الله فيك على الموضوع القيم..

ننتظر جديدك..

[صهيب]