نظرية صدام الحضارات

[hamza]

نظرية صدام الحضارات:
مع اقتراب العالم من القرن الحادي والعشرون دأب عدد من المفكرين على البحث واستكشاف صورة العالم المقبلة والتحديات التي قد تواجه البشريه .فلم تكد الحرب البارده تضع اوزارها،حتي بادر المنظرون الي وضع تصورات جديدة حول اسس السياسه الدوليه لما بعد الحرب البارده،وحول الضوابط التي يمكن ان تقوم عليها الاستراتيجيات الدوليه المستقبليه.
وفي هذا الاطار انبثقت اطروحة(صدام الحضارات) لتتحول الي مقوله شائعه ذاع صيتها وكتبت عنها تعليقات وردود كثيره منها من فند الفكره وعارضها بل وقلل من اهميتها ،ومنها من أيدها وساندها كليا اوجزئيا،صراحه او ضمنيا،واكثر من هذا فانها تحولت الي (محور استكشافي يشد اغلب المفكريين والمخططين الاستراتجيين لتفسير الوضع الدولي الجديد،والبحث عن معايير جديده لتحديد الرؤيه المستقبليه لما هو قادم).
وقد نشر صاموئيل هانتنغتون مقالته(صدام الحضارات) في صيف 1993
ويكمن جوهر فرضية هانتنغتون على وجه التحديد في الفكره القائمه على اننا في طور جديد من السياسه العالميه ستكون فيه الثقافه هي الباعث الرئيسي للانقسامات الكبرى بين الشعوب والمصدر المسيطر والسائد للصراع الدولي.
ويعتقد هانتنغتون ان الصراع بين الحضارات سيكون اخر نمط وحلقه في تطور الصراعات العالميه فبعد ان عرف العالم الغربي مع الثوره الفرنسيه نهاية الصراعات بين الا مراء والملوك انتقلت الصراعات مع بدايت القرن العشرين مع الثوره الروسيه الى صراع بين الايديولوجيات والذي استمر حتى نهاية الحرب البارده .
وكان القاسم المشترك بين كل الصراعات السابقه هو كونها صراعات داخل الحضاره الغربيه اما بعد الحرب البارده فان السياسه الدوليه ستتحرك الى خارج العالم الغربي لتصبح نتاجا للتفاعل بين الغرب وحضارات غير غربيه، من هنا فان الانتماء الحضاري سيشكل محورا موجها للصراعات الدوليه ، وبصفه عامه يحاول هانتنغتون التنبيه الى ان ثمة رجوع قوى الى الهويه الثقافيه وان الدول اصبحت تحدد هويتها ومصالحها وتكتلاتها بمقاييس حضاريه .
بواعث التصادم الحضاري :
1- ان الاختلافات بين الحضارات هي اختلافات حقيقيه فالحضاره التي تشمل الدين والثقافه والتاريخ المشترك هي اقوى الهويات والتمايزات الحضاريه هي اكثر حده من التمايزات الايديولوجيه فهي كثيرا ما تولد اطول النزاعات واكثرها عنفا.
2- ان كثافه التفاعلات والاحتكاكات بين الحضارات قرب بعضها من بعض وهذا ما ادى الى تنامي الوعي الحضاري عبر ادراك الاختلافات العميقه بين مختلف الحضارات والشعور بالانتماء الحضاري المشترك داخل الحضاره الواحده .
3- بفعل التحديث الاقتصادي وتراجع دور الدوله كمصدر للهويه فان الشعوب دخلت مرحلة اضطراب في هويتها وهذا ما فتح المجال للدين لملء الفراغ ويعتبر ان الدين اصبح في العالم المعاصر قوى مركزيه لتعبية الطاقات وانه يشكل عبر التاريخ اعماق الفوارق بين الشعوب .
4- في الوقت الذي يوجد فيه الغرب في اوج قوته واكتساحه للثقافات الاخرى يتنامى الشعور بالتمايز الثقافي والحنين للعوده الى الجذور الحضاريه لدى الثقافات غير الغربيه فثم اتجاهات نحو عودة اليابان الى اصولها الاسيويه.
5- ان المميزات والاختلافات الثقافيه غير قابله للتسويات والحلول الوسطى عكس الاختلافات السياسيه والايديولوجيه فيمكن للشيوعيين ان يصبحوا ديمقراطيين لكن الروس لا يمكن ان يصبحوا أستونيين.
6- وثمة علاقه تفاعليه بين الاندماج الاقتصادي وواقع الانسجام الثقافي كما حدث الاوربي ومنظمة التعامل الاقتصادي التي تظم الدول الاسلاميه غير العربيه.
واخيرا يبين هانتنغتون ان البؤره المركزيه للصراع في المستقبل ستكون بين الغرب من جهه والاسلام والكونفوشيوسيه، والحرب العالميه الثالثه الى مااندلعت ستكون حرب بين الحضارات .